ملعونة تلك الكلمات المباركة و ذلك الجهل المقدس

Standard
ملعون منذ الولادة….ملعونة تلك الكلمات الشيطانية التي وسوس بها ابي في اذني يوم والدتي لأخرج من رحم مظلم الى عالم اشد ظلاما …ملعونة قهوتي الصباحية التي ارتشفها بممرارة و انا ارى صورة اجنود و الأبرياء مذبوحين كما تذبح اضحية العيد و الاطفال تهلل بالفرح و يرفع صوت الله ذلك الكائن المخلوق لا بالصلصال بل برمال الصحراء الممزوجة بدماء الهمجية و صرخات الوحوش البشرية في ركن مظلم من الصحراء الفكرية….ملعون انا عندما املك نفس هوية الأشباح الطفيلية، ملعون انا عندما ولدت في الزمن الصحيح و في المكان الخطئ …ملعونة تلك الايات الجهنية التي تلوتها في فترة جاهليتي …ملعونة احلامي و امالي و دعواتي في رحم الجهل الغبي و الغباء الجاهل….ملعون صمتي وسط صراخ الحشرات و البراغيث ملعون خوفي من ما سأجده لو قررت الحفر في كيانهم ،لو قررت استفزاز فراغهم الباطني…الى الجحيم يا كائنات الظلام ويا ايها الظلام الكائن …الى الجحيم ايتها التعاليم الشبحية التي ارادت ان تحكم البشر و تقتل احياءها و اني لمحي امواتك ايتها الخناجر المقدسة ايتها الخفافيش الملائكية او كذلك قالوا عنكي….ايتها البقايا الفكرية لكائنات شبه بشرية ملعونة انتي……
 

 

صراخ الأموات

Standard

اكتشف ذلك الكائن الحقير المسمى انسانا اغوار الأرض و استغل كل ما فيها ، فقسم الكنوز و الاختراعات و المعارف كل على حده حسب ثمنها و أهميتهما لكن تقبع على منصة الثمائن تلك الحالة الضرورية للحياة إلا وهي الحرية..فامتلأت عيناه بالدموع عندما عرف اهميتها و مكانتها في حياته و سرعان ما تغير لون عينيه البريئتان و دموع املائكة الى اللون الخضر الداكن .لون الطمع اللامتناهي
و ارتسمت على وجنتاه بسمة الشياطين الصفراء و ابتدء هوسه في استعباد كل انواع الحيوانات المفيدة و خاصة منها بني جلدتته الإنسان…و لكن في كيانه الداخلي و في ذاك الركن الضيق يقبع ما تبقى من انسانيته محاطا بجدار الأنانية و الغرور و النرجسية العمياء ….و لكي يبرر لظميره الكئيب الحزين و يحيطه اكثر و اكثر في نفس الوقت بصور النرجسية ابتدع لنفسه قصة ووهب عبوديته لأبطال تلك القصة.

و جعل لأبطال القصة عظمة و حكمة و فطنة و قوة لاككل البشر ليكون لعبوديته معنى و يجعل من نفسه عبدا و مستعبدا لكن سيده خير منه….بدئت البشرية مذ ذاك اليوم رحلتها الى المجهول بل و الى قاع جحر التنين ، فجحر الأرنب اكثر اثارة و عمقا اما انفاس التينين فتحمل معها فتات عظام انسية، عظام عبيد حررهم الموت….هم عباد المقابر و مرتدو الأكفان…هم من درسوا الموت و احبوه بل و قدسوه لان حريتهم تقبع بعد الموت ….

كيف اصبحت انسانا

Standard

اعتقد ان الشعور بالمسؤولية هي الثمرة الذهبية للنضوج الفكري، تلك المرحلة العليى التي يصل اليها الإنسان بعد تحرره من اي عامل خارجي مؤثر على قراراته و توجهاته الفكرية معلنا بذلك استقلاله من رحم الماضي الطفول و بداية مشواره الحياتي الفعلي المبني على فلسفته الشخصية. الشعور بالمسؤولية يشمل افعالنا و ما يترتتب عنها ن نتاجئ و يشمل كذك مما يحدث حولنا و خاصة اهمية ردت فعلنا تجاه. للأسف اشك شخصيا بان هذا المفهوم واضح لكل الناس و هذا ليس استنتاج متعالي او احتقاري للفئة العامة لكن استنتاج منطقي للأحداث العالمية و الإقليمية. فمفهوم المسؤولية في الثقافة البائدة ليس الا تلميح لعبئ يأبى البالغون حمله و يسعد الإطفال لإنعدامه، في حين ان هذا المفهوم هو الأهم و الاخطر نظرا لأن بقائنا يعود بالفضل الى قدرتنا على العيش في مجتمعات و انشاء الحضارات.
ربما يرى البعض مبالغة مني و مغالات في وصف دور الشعور بلمسؤولية في بناء مجتمع حضاري ، مجتمع يستحق مكانته الزمنية في سهم تقدم الإنسانية. لكن الحقيقة بالنسبة لي او على اقل اهم جزء من الحقيقة ان بشاعة و قبح و دنائة اي حدث ،فعل او مأساة يرجع الى انعدام الشعور بالمسؤولية، سواء ا كانت مسؤولية الفرد لذاته او لما حوله. المجاعة الحرب السرقة القتل الحقد الكره العنصرية كلها مصطلحات لاأرى لها مكانا في مجتممع متحضر يعي فيه الفرد انه مسؤول عن احقر افعاله بل و ابسط افكاره الى اعظم قضية او حدث، بل لا يمكن ان تتنمي هذه المصطلحات الا الى حظيرة حيوانات او حظانة اطفال ترعي ابناء الشياطين لا ابناء الإنس. حينما تعي البشرية ان كل فرد فيها مسؤول عن كل مايحدث في هذا العالم سيتوقف البشر عن استهتاراتهم الساخرة بمأساة بني جنسهم، سيصبح هوس السيطرة و السلطة مجرد صفة من صفاة الحياوانات المتوحشة ، صفة يترفع عنها الإنسان بإعاء مفهوم البقاء لديه ليصبح البقاء للكل بدل البقاء للأقوى.حينها سيوضع ذلك السلاح الأبله المعتوه الغبي الطفولي خلف زجاج المتاحف كرمز لنهاية عصر الهمجية و تنصيب الإنسانية على عرش الأمم ، عصر تكون فيه فرق العلماء و المفكرين لا جيوش الاستعمار و المستحمرين، عصر يتعجب فيه الأطفال عند سماع قصص الحروب الغابرة مستنكرين:” هل حقا ترك الإنسان اخاه الإنسان يموت جوع ؟؟هل حقا صنع اسلحة لقتل بني جنسه او جنس اخر فقط للتسلية او للسيطرة؟؟حقا؟؟؟

الثورة: انتصار الهزيمة

Standard

لا زلت ارى الغافليين مقتنعين بان الثورة هي اعلى سماة الحضارة و التقدم، و بانها وسام شجاعة على صدور الشعوب لتشهد لها بنهضتها الفكرية و مساهمتها في تقدم الإنسانية. بل و يرون في الثورة انتصار الحضارة على اشكال الإستبداد و الظلم ، فالثورة حضارة و انتصار بالنسبة لهم. لكن هل يصمد هذا الوجه المقدس و الإسم المستعار امام الصدمة الفكرية الواقعية، فكيف يعقل للعقل ان يرى افي الهمجية حضارة و في الفوضى نظاما بل و فالهزيمة انتصارا. الثورة ليست الا ابشع انواع الهزيمة الهمجية لشعب يقبع في قاع فرن الإستبداد، لينفجر معلنا نهايته. بل و كل من يرى في الثورة قصص بطولية لا بد ان يعي ان ذالك الكائن البدائي او ما تبقى منه داخله يشعر بالحنين لفوضي الأدغال و يشتاق الى ذالك المشهد حيث يصرخ رجل الكهف في وجه الحيوان المفترس بأعلى و ابشع ما لديه من صوت ليبتعد عنه في حين انه كلما تسارعت دقات قلب رجل الكهف خوفا على صوته . تلك هي حقيقة الثورة ، ذلك هو انتصار الهزيمة على شعب لم يفق بعد لكنه يعذب في منامه. فالثورة احبائي ليست ان يسخط العبيد على سيدهم و يستنكروا بطشه و ظلمه و ان يصرخوا في السجون مطالبين بسيد اخر او ربما نوع اخر من العبودية، بل الثورة هي ان يعو انهم ليسو عبيدا. فقط حينها تتقدم البشرية تاركها ورائها اغلالا صدئتا لم تصمد الى لأننا احكمنا قبضتنا عليها في ايدينا لا لأننا عجزنا عن نزعها. ربما ستنبثق منصة الثورة في بلادي قريبا لكن لن تكون ثورة تنصب المشانق في ساحات المدن ، بل ستكون ثورة يهدي فيها الناس لبعضهم الورود تهنئة بصحوتهم الوطنية حينما يعقلون ان الوطن ملكهم و انهم اسياد انفسهم ، وطن حيث تعمل الكل ، لا لإلتقات فتات الخبز من الملك الثملان بجبروته و قوته او لزكاة رئيس العصابات ،بل لكي يكون وطنه اعظم و اجمل ملكية له و لأبنائه.

المسيرة الى القاع….

Standard

لقد شهد العالم تغييرا هائلا على الصعيد السياسي و الاجتماعي و الإقتصادي …فدكتاتورية الحكام الذين كانوا يقومون بفعل، عكس ما ينطق به صوت الشعب، تكريما لمصالحهم الملكية قد تلاشي ليحل محله اسلوب أنجع و أكثر فاعلية؛ و هو ان تعمل العصابة الحاكمة كل ما في وسعها ليكون صوت الشعب ناطقا بإسمها و بطموحاتها لا العكس و هنا فالنتيجة واحدة. اما الإرهاب الملكي بقطع رأس كل من يسهو و لا يخلع قبعته و ينحني تبجيلا للملك فذلك لحسن الحظ قد اختفى تماما ليترك المجال لأسلوب اكثر إرهابا و وحشية، الفرق هو ان الجلاد ملثم و خفي عنك ، ترى السيف يقترب من عنقك و يبتعد لكن لا يلمسك ابدا ، فالأنظمة الحالية توصلت الى ان افضل الوسائل لوضع شعوبها تحت درجة العبيد بل تحت درجت الحيوانات الأليفة هي بأن تجوع شعبه و ترسل له دعوة منمقة لحضور وليمة فاخرة في القصر ..وليمة من مال الشعب في قصر بناه الشعب، هنا يصاب القدر بهستيريا الضحك و السخرية عندما يأجل الحاكم الوليمة كل يوم و يهدد المواطن بإلغائه من لائحة المدعوين ان خرج عن خنوعه و استسلامه و فكر بجعل ولائه و قدسيته لنفسه بدل الحاكم.

بعد الخيانة الإلاهية …..هل تحتاج تونس الى حكومة اسلامية او علمانية؟

Standard

حصدت تونس زهور النصر ابان ثورتها التي شهدها العالم، و التي افتتحت الربيع العربي. لكن الزهور كانت تخبأ دبابير مسموة، و لأول مرة رأينا دبابير ترتدي العمام و تعلو منابر المعابد لتنشر سمها و تلدغ كل فئات الشعب لتونسي الذي لا زال مخمورا من عرس الثورة و زف تونس الى الحرية. لدغو الصغير و الكبير، الفقير و الأفقر منه و ادخلوا الى قواميسنا مصطلحات لم نعهدها في بلد الأمن؛ ارهاب، جهاد،تكفير تفجير تكبير تصغير….انتخبنا ممندوب الله (النهضة) حزب يميز اغلبية الشعب الجاهل الأمي ،حزب منا و إلينا و لم نشك للحظة انهم ليسوا علينا. لكن لرياح تأتي بما تشتهي القروش و الأسماك الجائعة، فقد استطاعت النهضة و كل من جاورها من قريب او بعيد ان تنهش من الجيفة و ان تنقش لنفسها سمعة من سبقها من الحكام لكن في وقت جد وجيز.نعم انها خيانة الاهية ان تمنحنا الألهة الحرية ثم ترمي بها في البحر بيد من يدعون عبادتها و خدمت شعبها. تركنا العاطفة تغمرنا ، فكشفنا رقابنا لمن استغل هذه العاطفة….ففاز حزب النهبة باصوات الضعيف و الفقير و الجاهل.
فهل ستتعلم عاصمة الحضارة من هذه النكبة المنبهة لمأساة؟ ام انها ستواصل اخطاء 3000 عام ؟؟؟tunisia-s-revolution

آمنت بك…..يا نفسي و إنسانيتي

Standard

عشش في بلادنا الحزن
بنا لنفسه قنا ملكيا
من قش و عظام ابرياء
و زينه بدماء الاطفال
و حماه براية سوداء
ليربي فيه شياطين خرساء
فغطى بجناحيه أشعة الشمس
و جعلنا نقتات على امجاد الأمس
دين دين سلطة و يحيا امير المؤمنين
كلمات رددتها اشباح الموت لسنين
لعنة الكون لحقتنا
يوم كفرنا بإنسانيتنا